تفاصيل ما دار بين الملك والعثماني في لقاء من 12 دقيقة

ayman الإثنين أكتوبر 29, 2007 8:42 pm

لم يدم اللقاء الذي خص به الملك محمد السادس، في الـ13 من شتنبر المنصرم، سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلا 12 دقيقة، ضمن سلسلة اللقاءات التي خص بها العاهل المغربي رؤساء الأحزاب السياسية الستة التي حصلت على أكثر من 20 مقعدا نيابيا في الاستحقاق الانتخابي الأخير، وهي حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري.
وعلمت «المساء» من مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، أن العثماني تمكن من خلال هذه الدقائق الـ12 التي جمعته بالملك من توضيح موقف حزبه من أحداث 16 ماي الإرهابية، إذ قال في حضرة الملك بهذا الخصوص إن «الحزب بريء من هذه الأحداث وإننا ضد كل أنواع التطرف والإرهاب ونحن من دعاة الوسطية والاعتدال، كما أننا من مؤسسي حركة التوحيد والإصلاح».
وحسب مصدر مطلع من الحزب، فإن الملك، الذي كانت أول كلمة قالها للعثماني بالدارجة «إيوا السي العثماني، نبقاو شوفوك غير مرة في خمس سنين»، لم يتردد في الإشادة بدور العدالة والتنمية في الحياة السياسية. وقال الملك للعثماني، يؤكد مصدرنا، «أعرف أن حزبكم ضد الإرهاب وأعرف أيضا أنه لولا حزبكم لتكررت في المغرب أكثر من مرة أحداث مثل 16 ماي».
ويؤكد مصدرنا أن العثماني في لقائه مع الملك طالب بصلة وصل مع القصر الملكي خاصة في القضايا الكبرى ليبقى الحزب في تواصل مستمر مع المؤسسة الملكية، إذ أقر العثماني للملك بأن الحزب وجد صعوبة كبـيرة في التواصل مع القصر بــعد أحداث 16 ماي، ليشرح موقف حزبه من تلك الأحداث التي هزت مدينة الدار البيــضاء. و«لم يعرف، يضيف المصدر ذاته، ما إذا كـــان الملك زود العثماني بخيط رابط بين المؤســـسة الملكية والـــعدالة والتنـــمية، لأن الأخير لم يكشف عن أية معلومة في هذه القضية لأعضاء الأمانة العامة للحزب».
وأوضح مصدرنا أن العثماني أثار أيضا في لقائه مع الملك موقف الحزب من الملكية، حيث قال بهذا الخصوص: «نحن في العدالة والتنمية ندافع عن الملكية لأننا نعتبرها ركيزة أساسية وضامنة لاستقرار المغرب».
وكان العثماني صرح مباشرة بعد لقائه مع الملك بأن الاتجاه العام للمشاورات الخاصة بتعيين الوزير الأول وتشكيل الحكومة الجديدة هو إيجابي وأن الحزب سيحدد موقفه من المشاركة في الحكومة بعد تعيين الوزير الأول، وكذا على حسب استدعاء الحزب للمشاركة في هذه الحكومة والحقائب التي قد تعرض عليه، مضيفا أن حزبه منفتح على كافة الاحتمالات وسيعمل على دراسة ما سيعرض عليه في ضوء المستجدات القادمة.
إلى ذلك علمت «المساء» من قيادي في العدالة والتنمية أن «هذه القضايا التي أثارها الأمين العام العثماني مع الملك قد تم التداول حولها في قيادة الحزب ولم يتعلق الأمر باجتهاد شخصي منه».