منتديات الصراحة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قراءة في لائحة الكومندو الإفريقي للأسود

اذهب الى الأسفل

قراءة في لائحة الكومندو الإفريقي للأسود Empty قراءة في لائحة الكومندو الإفريقي للأسود

مُساهمة  ayman الخميس يناير 10, 2008 1:01 pm

حسم المدرب الفرنسي هنري ميشيل إختياراته بشأن اللائحة النهائية للاعبي المنتخب الوطني، وأعمل معيار الموضوعية المرتكز أساسا على الجاهزية والتنافسية كشرط أول للبقاء ضمن لائحة اللفيف المحظوظ بحضور الكأس الإفريقية·· ودون مفاجآت تذكر عمد ميشيل إلى الإبقاء على الموروث السابق مع إستثناء مس اكتشافه كابوس·

معسكر فرنسا·· ترمومتر الإختيار

عدا الحارس طارق الجرموني الذي اختار طواعية نتيجة موقف شخصي وقناعة ذاتية أن يعفي المدرب الفرنسي هنري ميشيل مشقة الإختيار والحسم في الأسماء التي ستتكفل بالإطارات الثلاث لأسود الأطلس، حين اختار أداء مناسك الحج دونا عن غيرها من المغريات الأخرى، حتى ولو كانت في صورة تأكيد ثالث حضور له على التوالي بالمونديال الإفريقي، وموحى اليعقوبي بموقفه السلبي داخل معسكر فرنسا بإختياره التنقل الفردي صوب إسبانيا وخروج الزاييري عن دائرة الإقناع، فإن اللائحة الموسعة التي ضمت 30 لاعبا كانت في الأصل تتأسس من الأسماء التي حضرت لمواجهة المنتخبين الفرنسي والسينغالي على التوالي، ما أوحى للعارفين بخبايا الأمور بالملامح الأولى لنواة الأسطول المحتمل والأسطول الذي سيراهن عليه ميشيل لسبر أغوار منافسات كأس إفريقيا بغانا، حتى وهو يدعم التشكيل بأسماء جديدة وضيوفا خفاف على الميزان، محسوبون على البطولة أو لقلة تجربتهم مع الأسود·

لذلك حين أعلن هنري ميشيل الأربعاء الماضي بشكل حاسم في لائحة 23، فإنه أصلا كان قد هيأها سابقا في مفكرته، رأى الثلاثين السابقة كانت تتوخى أمرين:

الأول: الإبقاء على جانب التنافس والبديهة حاضرين لدى الجميع وزرع الحماس في الجدد كدعائم مستقبلية·

والثاني: القضاء على التواكلية والتراخي لدى المجربين الرسميين بالإفتراض، ما يحفزهم على بدل مضاعف وإعداد نفسي بالدرجة الأولى·

الجرموني أقصى نفسه بنفسه

حراسة المرمى إذن المنطلق الأول في البناء والتشييد جاءت من خلالها اختيارات المدرب الفرنسي موضوعية ومنطقية وعادلة مع إستثناء وحيد هم خروج الحارس المخضرم صاحب التجربة والذي كان أساسيا خلال الكأس الإفريقية الأخيرة بمصر، وهو طارق الجرموني والذي أقصى نفسه بنفسه، على إعتبار أنه لم يكن مقبولا من مدرب محترف يعمل معيار الإحترافية والجاهزية والتنافسية أن ينادي على حارس غائب، ليس على المنافسة فحسب، بل عن المغرب ككل بحكم تواجده بالعربية السعودية، لذلك يعتبر غياب الجرموني هو العلامة البارزة، وهو الإقصاء الأكثر إثارة للإنتباه، بحكم قيمة وعيار الحارس في ميزان اللقاءات·

حضور فوهامي الذي كسب نقاطا متأخرة لكنها هامة، رجحت كفته في أن يحظى بثقة الناخب الوطني يعتبر عادلا ومقبولا، قياسا بتجارب فوهامي السابقة والتي من خلالها سيؤكد حضوره للمرة الثالثة في كأس إفريقية، بعده يأتي حضور كل من لمياغري المتأرجح الحضور والمتذبذ المستوى، ومعه باكي حارس المغرب الفاسي، وأحد إكتشافات ميشيل السابقة منطقيا بحكم أنه لم يكن واردا إطلاقا أن يسقط أحد هذه الأسماء لصالح عادل الرزاقي حارس النادي القنيطري، ما يعني أن تفاضلا أوليا لإعطاء ميزة لأي من الثلاثة يعتبر صعبا ولو أن الكفة تميل صوب الحارس فوهامي لعامل التجربة والزاد البدني الهائل·

الشاهيري وحيدا وسياسة الدوبلير

محور الدفاع الذي أسقطت من خلاله أسماء كل من حمادة الولي العلمي وهشام العمراني، وبدا أن هنري ميشيل راهن على عامل التجربة أولا وقبل كل شيء، ولو أن كريتيان بصير الظهير الأيمن صاحب الأفضلية سيحضر لأول مرة، إلا أن عامل السن والفتوة والحضور الأول سيذوبان مع الرصيد الإحترافي والقيمة الفنية للاعب نانسي·· بالمقابل وجود الشاهيري الذي دخل قناعات ميشيل جاء بحكم فراغ المحور الأيمن، وأيضا لغياب عناصر بإمكانها البلاء الحسن في نفس المركز الذي شكل اعتزال الركراكي سببا في إنكسار شوكته·· التوازن أيضا حاصل في لبس رداء الثنائية في كل مركز، حيث تحضر ثنائية مهدوفي والقادوري، الأول شكل رجل احتياط وطوارئ في دورة مصر، والثاني متمرس كبير·· ثنائية طلال /الرباطي وبعدها وادو/ العليوي جعلت اللاعب الواعد عادل رامي في مهب الريح وخارج التصنيف، ما يعني أن سياسة الدوبلير كانت طاغية على جهة الدفاع المشكلة من 8 وجوه كاملة·



لا للمزايدات·· لا للمقايضات

الرقعة السحرية الأكثر تأثيرا في العادة على موازين قوى المنتخبات والأندية، هي رقعة الوسط وخلال هذه المساحة وجد هنري ميشيل قبل الحسم في اللائحة نفسه في إحراج كبير، لم يكن له من داع ولم يكن يرغب أصلا في دخول متاهته من خلال الضجة المفتعلة التي حملت إسم >العساس غيت<، ليكون إقصاء الأخير من لائحة المنعم عليهم بحضور المونديال الإفريقي بمثابة الشرارة الثانية التي ستوقظ مزيدا من اللهب، على إعتبار أن الأمر لا يحتمل كثيرا من المزايدات كلما تعلق الأمر بنداء الوطن·

لذلك يشتم من إختيارات هنري ميشيل ومن فسيفساء اللائحة النهائية، أنه كل من قايض وزايد في تلبية النداء كان مصيره الإقصاء على شاكلة تردد عادل رامي وتفضيله البقاء رفقة ناديه ليل الفرنسي، وأيضا تصريحات حملت طابع التناقض للاعب العساس بين أخذ ورد ومد وجزر·

حضور سفري إذن لا يناقش ومعه كابوس المكسب الجديد والغطاء الثاني لغياب "سيزسف" الوسط سفري، ما يؤكد أنه حتى ولو لم يصرح العساس داخل قطر بما قاله لن يكن له مكان ضمن المجموعة·· المختاري ربح رهانه على حساب البوخاري، وهذا أيضا اختيار موضوعي لعجز المحترف بهولندا عن ترك بصمة حقيقية طوال الفترات السابقة، وتبقى ثنائية السكتيوي مع المختاري كمثالية لحد بعيد، على أن تواجد قيسي وخرجة اختيارات غير قابلان للنقاش بالمرة لتراكمات الصخرتين السابقة ليكون الحضور هو 6 لاعبين·

الهجوم بكوطا كاملة

باستثناء تخلف عبد الرزاق لمناصفي غوليادور البطولة عن الحضور بغانا لأنه أصلا ضيف آخر لحظة، ولأنه أصلا يفتقر للتجربة الكافية ودون مباراة واحدة رفقة الأسود، فإن هنري ميشيل إحتفظ بكل الأسماء السابقة ضمن لائحة 30 لاعبا·

يوسف حجي مع سفيان العلودي هما قيمتا الجناح الأيمن المضافة، وهما جناح النار واللهب والمتعة والجاهزية المطلقة كأفضل لاعبي السنة بدون منازع في إختيارات كل المشارب الإعلامية المغربية لتعدد الملكات والأدوار، وكرأسي حربة جاء وجود الشماخ غير المنازع بشأنه مع بوشعيب لمباركي بمثابة تأكيد للنوايا والأهداف، علما أن لمباركي كان إلى غاية اللحظة الأخيرة موضوعا على لائحة الشك رفقة منصف زرقة العائد من إعاقة الإصابة، ليتداخل معهما هشام أبو شروان، وهو ما يجعل الجبهة الهجومية برجالاتها حافظت على كوطا كاملة لكل الذين جاوروا ميشيل في إختياراته السابقة وعددهم 6 عناصر·

أي كومندو لأي رهان؟

يبدو من خلال اللائحة التي اختارها هنري ميشيل أنها في الأصل تأسست على الموروث السابق وعلى ثروات السلف (الزاكي ومحمد فاخر)، وأعملت جانب الموضوعية والمنطقية في الإختيار بعيدا عن لغة العاطفة، ولو أن هناك إجماعا حاصلا بخصوص البعض فإن إقصاء أسماء بعينها ولو أنها مبررة في الأصل هو الذي يشكل الظاهرة (الجرموني، الزاييري ، اليعقوبي مع البوخاري) لأن الرباعي السالف الذكر كان بإمكانه أن يؤسس حضوره لو تعامل مع الظرفية بكثير من الإجتهاد والليونة وليس العكس، لذلك هو كومندو عبارة عن مزيج من الخبرة والتجربة والقيدومية مع الفتوة والحداثة والتشبيب، ما يعني أن المراهنة على فريق بإزدواجية الأدوار والمهام وفق سياسة الضر، يتوخى من خلاله هنري ميشيل المراهنة على كسر الغرور والتواكل وزرع المنافسة داخل محيط المدعوين للقتال على رسميتهم، تشكيل يمثله ثلاثة حراس هواة ولاعب واحد للبطولة و19 محترفا، غايتهم الأولى والأخيرة تتويج ثاني بعد إنجاز أرض الحبشة إن شاء الله·

ayman
مشرف
مشرف

المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 29/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى