منتديات الصراحة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة مفتوحة الى الشيخ عبد السلام ياسين

اذهب الى الأسفل

رسالة مفتوحة الى الشيخ عبد السلام ياسين Empty رسالة مفتوحة الى الشيخ عبد السلام ياسين

مُساهمة  ayman الخميس يناير 10, 2008 1:36 pm


في رسالة مفتوحة إلى الأستاذ عبد السلام ياسين حفظه الله

تذكرة إلى من همه الآمر

تذكرة إلى من همه مر

تذكرة إلى من علت همته

فاغتم كي نمر

1- هذه تذكرة

في بداية السبعينات من القرن الماضي بتاريخ النصارى- فك الله رقبة تاريخنا نحن- كتب رجل اسمه عبد السلام ياسين إلى الملك الحسن الثاني رحمه الله نصيحة بلهجة غير مألوفة لدى الحكام ، وبأسلوب زايل ما كان عليه العلماء المصطفين على أبواب السلطان ، الذين يشترون الأمان بما لووا أعناق الآيات كي تساير هواه ، فكانت الرسالة قاسية في مبناها ومعناها ، ترسل الإشارات و العبارات وتدعوا الحكم للاعتبار بعد أن مر بمحاولتين لهز قوائم العرش وما مثيلتيهما عنه ببعيد .

وكانت الرسالة شدة أذن ، واخذ باللحية- وان كان الملك الراحل حليقا يعتز بأناقته- تخير الحاكم بين الإسلام أو الطوفان ..إسلام عدل وإسلام ترقي عبر مدارج الإيمان ثم الإحسان ، أو الطوفان يهلك الحرث و النسل و البلاد لكن الحكم ما تلقى الإشارات بذكاء ، و اثر إن يصف عالما بالحمق والجنون تماما كما فعل صناديد قريش بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان أن نقل الرجل من التفكير المفرد إلى تفكير جماعة، ونقله من الظل إلى نور الشمس، وهكذا الاستبداد الذي عدم التربية على الاستماع إلا لزمرة يعلم هو قبل غيره أنهم جمع من المنافقين المتقلبين العابدين لمصالحهم وما أمر أو فقير عنه ببعيد .

هي الرسالة التي كانت من رجل إلى الملك و دولة ، فآبى سلوك ما أطلق عليه سنوات الرصاص إلا آن يحوله إلى نهج يسير بين الناس، ويمشي في الأسواق، فأصبحت رسالة رجل رسالة جماعة تضع الحكم كله في الميزان، وما أصعب ذلك الميزان الذي أقامه عبد السلام ياسين، ليقوم رسالة الملك الراحل إلى عموم الأمة وعلمائها بمناسبة استهلال القرن 15 .ويأبى عبد السلام ياسين إلا أن يستأ سد في وقت أصبح فيه الكل خرفان .وارتضى البعض نهج الواقعية السياسي التي ترى أن لا قائد من ضرب الصخر الأصم بقرون تيس ! ! ثم يأبى الاستبداد إلا أن يسد أذنيه فيشدد الخناق هده المرة على زمرة من الناس بشيء لها مقدر أن تسمى أسرة الجماعة، ثم عدلا و إحسانا.و كلما ذاق الخناق كلما امتدت الشجرة وتفرعت، حتى غدت الأقوى و الأنظر، فيكون دوي رسالتها الأخيرة كالبركان وان ترفق ،وكالإعصار و إن لم يتعنف ، خصوصا في مخاطبته للملك الجديد دافعا عنه جرائم الماضي ، داعيا إياه إلى المصالحة مع الشعب بإرجاع الأموال المغصوبة ، و رد الحقوق المنهوبة ، وجبر الخواطر المكلومة . ولم تكن هده الرسالة الوحيدة ، بل كان لها أخوات من أبناء هده الأمة وشرفاتها ،لم تجد لها في أذن الحكام بعد مكان أمثال ابوبكر الجامعي وقبله رجل من قصر الملك نفسه اسمه هشام بن عبد الله .دون آن ننسى صرخات صادقة يطلقها بين الفينة و الأخرى خبير اسمه المهدي المنجرة. و إنها لتذكرة من أمة ومن نخب هده الأمة إلى الحكم.. أولا يحتاج الأمر أن نوجه هده التذكرة للنخب نفسها و بالذات إلى عبد السلام ياسين، إذا ما بدا لنا في الطريق هنات ، وارتسمت على الفكر و التصور بعض الشروخ؟ أو لم يحن الوقت بعد لوضع سلوك قادتنا في الميزان؟ لا من اجل تثبيط الهمم كما يفعل بعض '' الناصحين '' بل من اجل تجديد المسار وشحذ الطاقات .

بلى .......و الحاجة ملحة

بلى..... و الأعداء يتربصون بنا

بلى ......و الحال يغدو أكثر قتامه و الإحباط ينخر النفوس ..

وي ثم وي ومن أنت حتى تواجه القمم العوالي بالنصيحة و الذنب مثلك مثل زبد البحر؟ وي ثم وي أيستدرك على المرشد وهو في المحلق في سرب الأولياء... وي وكم من وي أوفقت عجلة التاريخ ،و إلا فقبلوا النظر من ''الفقه التاريخ'' وعند جهينة الخبر اليقين .. وي أطلقها ياسين صارخة حين قال بخطأ الصحابة..

2- المنهاج / عالم في الطريق

كم يحتفي أحبتنا في العدل و الإحسان بهدا السفر؟ كم يتباهون به ويباهون الآخرين به ؟كم يعاتبون الآخرين بان لا منهاج لديهم ؟

إليه يرجعون سر القوى العاتية ا

منه يرسمون معالم المزايلة ، وبه ينطلقون في مراعي وجبال النفوس ..

حق للقوم دلك ففي هدا الكتاب جهد كبير وفيه النظر التربوي السديد.. نسق من المفاهيم المرتبة هو..

خطوات مرسوم للفرد في علاقته مع الله هو..

المانفستو الذي يقدم أجوبة الجماعة على إشكاليات الأمة و الخلافة والدعوة و التاريخ هو..

رسم لمعالم الفهم و العقل و الإرادة ،على التسليم بان مشكلتنا لا تمكن في الوحي ، بل في فهمه، وفي العقل الذي يتولى تفسيره ، و الإرادة التي تروم تنزيله على ارض الواقع هو..

ميزات وميزات لا يجاحد في دلك إلا مكابر أو معاند لكن ... ؟

أن يتحول المنهاج إلى حاجب يتلخص الدواء بين دفتيه.. أن لا يمتد إليه البصر بالمراجعة و الحذف و الإضافة، فدلك عنوان للجمود ضرب لقدرات الإبداع وسط دائرة المنهاج نفسه، تقديس مبطن وان تحرج الأحبة من النعت و الوصف ،لان التقديس ممارسة ونهج بدايته إفراط في الإعجاب و إلغاء و تعطيل لالية النقد الواجبة إزاء أي فعل إنساني وهي الإلية الحوارية المنتجة على الدوام المجددة للفكر المغذية للعمران ...

لان المنهاج ليس قرانا صالحا في مجمله لكل زمان ومكان.و ما ميزة الأنساق الفكرية الكبرى،إلا في كونها تتجاوز الفرد الذي أنتجها لتغدو موئسة فكرانية وعلمية، في دائرة مفاهيمها وفي حدود تصورها المعرفي يتم الإنتاج، و لا إنتاج إلا بالحوار و لا حوار إلا بالاختلاف هدما وبناءا ومراجعة ...

بدلك تشمخ في سماء المعرفة كبرى المدارس، و تربو القدرة على الإبداع .. نعم نريد أن يتحول المنهاج من فكر رجل يطبقه الأتباع إلى مؤسسة منهاجيه تتجاوز الرجل وتحول الإتباع إلى إبداع، بدل الوقوف على الشرح و التبجيل ..همنا أن يتحول الفكر ألمنهاجي إلى مؤسسة إن شئنا لها ترسيخ الجذور،لان دلك لا يتم بكثرة أتباع ''العدل و الإحسان''أبدا ،وإنما بتأهيل القدرات الفكرية التي تتكوثر بإذن رمها وان رحلت الأجسام واختلطت بأصلها الأول ..

همنا أن تنتج المؤسسة المنهاجية معالم الطريق الملائمة لتحديات جمة وعقبات ليست هي عقبات سبعينيات القرن الماضي، ولعقليات أخرى شكلها الإعلام وثانية هربت إلى الجبال بدينها ،و ثالثة غلت في دينها، و رابعة أغرقت في الشطحات، و خامسة وسادسة وسابعة

يا أهل '' العدل و الإحسان'' جددوا مناهجكم، وجددوا النظر في المقولات الواصفة للتحديات المعروضة أمامكم ...

ويا أهل ''العدل و الإحسان'' هي مهمة جماعة لا رجل، لان هدا الرجل قد اجتهد وجاهد فأصاب ووفى و أخطا فاستغفر فلا نكن عالة،وما ينبغي أن نكون إن كان المنهاج صرخة في وجه الذهنية الإماعية ..

3-العقل و الهوى و الوحي و الخرافة

هو كتاب صغير الحجم، عظيم القدر إن هو خرج من دائرة التبريك إلى النقد و القراءة، بعيدا من أن يجعل في مقام الوحي ، أو تجني عليه الخرافة ،أو أن يكون التقدير فيه موكولا لميزان الهوى.. و الهوى هو الانتصار للطائفة قبل الانتصار للحق ،و الميل إلى من نحب الميل كله دون ترك المسافة الواجبة المطلوبة لتحقيق فاعلية النصيحة ...

وما النصيحة إلا تقويم للسلوك وإنضاج لفاعلية العقل وسعي لتقدم العمران وفق المبدأ الأخوي...الذي يبني عليه أبناء الجماعة رباطهم ، بل هو شرط تربيتهم ومقدمة تنظيمهم و طاقة زحفهم إلى الغد تحقيقا للقومة ....

ينشد هدا الكتاب التكامل المعرفي و العمراني ، ببغي التربية على التوازن، فيقول فيه الشيخ '' يحدث للعقل المؤمن بالله المصدق لوحي عور آدا أغمض عن للمدارك المشترطة و عجز عن التعلم من الكون وترك ألته للإهمال و الصدئ فيفوته ركب الحياة الدنيا و يقعد مع القاعدين العاجزين ... ودلك نقص في حقه وقصور عن فهم رسالة الوحي الدية أنبا الله صخر لنا الكون وأمرنا إن نسير في الأرض و نستعمرها و ندافع ونجاهد وكل دلك ممتنع إن لم نسخرها بإرادتنا و اجتهادنا و تعلمنا هده الآلة العجيبة المسماة العقل ''

محنة العقل المسلم ص 11

هناك مشترك عقلي في النظر إلى الكون ،هناك مشتركات في النظر المنطقي و الفلسفي، بهده المشتركات نناقش الغير فنأخذ ونترك ونبارك ونهاجم ...

بهذا المشترك ندعو من خالفنا إلى كلمة سواء، و إنا وإياهم لعلى هدى أو في ظلال مبين، بهذا المشترك يصل ابن رشد إلى أوربا قتفتن و تفتن، كما وصل إلينا أرسطو فافتتنا و فتنا، يريدنا ياسين إن ننظر للفكر البشري الوارد بعين الوحي، وننقل فكرنا بالعين نفسها . كما يريدنا على غرار ما فعل فقيه الفلسفة والعلم طه عبد الرحمان حين ربط الرقي الأخلاقي بوصل النظر الملكي بالملكوت وبربط الحداثة بالتدين لا رفضها..

نعم هو ذاك النظر السديد فهلا ربطنا نظر ياسين نفسه بالوحي ومستلزماته ونضعه تحت مجهر العقل فنكتشف تناسقه وتناقضاته ...حتى لا نقع في الانتصار للهوى الحزبي المعطل لاستقلالية الإرادة

نعم فكما يصيب المؤمن عور إن هو أهمل المدارك المشتركة، يصيب أهل العدل والإحسان العور نفسه أن هو رفع نظر البشر عن كل تقويم أو نظر ..أو هو اقتصر على التبرك، أو هو قصر على الإنتاج ووقف على الشرح وشرح الشرح وهي سمة من سمات تاريخ متخلف ..متخلف

4- الصحبة المبدعة

يقول صاحب المنهاج

'' لكن احترام الأولياء من قريب أو بعيد ومحبتهم بلا صحبة, والثناء عليهم دون أن يكون الثناء حافزا لنا على اللحاق بهم أعمال لا تثمر أيمانا وان أثمرت ثوابا ومن الناس من يحترم الأموات ويثني عليهم وحدهم يعتقد أنه لا ولي لله من معاصريه، هؤلاء يحرمون ثمرة صحبة الصالحين. ''

هنا الحجة وهنا المفتاح يا أهلنا في '' العدل والإحسان'' .. يرفض العبد الفقيرالى الله-ياسين- أن يصاحب الأحياء الأموات، ففي دلك تعطيل لقدرة التنافس على مراتب الايمان بله الإحسان ، دعوة إلى مصاحبة الأحياء ففيهم بلا شك أولياء .. لكن هل هو الولي الواحد يغشاه الناس دون سواه ؟هل هو الولي الذي يحجب غيره فلا يراه الصاحب ؟..

نعم هناك في الأحياء أولياء تنفع صحبتهم، ولكن هناك أيضا العديد من الأولياء، هنا وهناك القبسات، تأخذ منها أيها الصاحب بمقدار.. ليس عند شيخك فقط الأنوار، إن تقوى الشعاع عنده في شيء فقد غابت عنه أشياء.. قد يكون المرجع الأول عندك - لا ضير- ولكن غيره أيضا مشكاة أنوار،فخد حظك واترك الهنات واجعل الوحي والعقل حاكمك في الأخذ ودع عنك الخرافات ..

ثم خد إليك أن هدف الصحبة هو اللحاق بالمصحوب هدا كلام الشيخ ياسين، أما نحن فنقول تجاوز المصحوب هو ثمرة الصحبة ، ذلك ما وعاه العبد الفقير إلى الله- ياسين- فنقل دروشته من الزاوية إلى سلوك يسير في الناس يطلب العدل وينشد الإحسان. ما بلغنا ثمرة الصحبة ياأحباب إن لم ندرك السر وسعينا إلى الارتقاء.. بصحبة مبدعة تتلقى فتصفي وتتنافس في البنيان.. وإلا فالمصحوبون رجال وأنتم أحباب الله رجال.. ونعم الرجال مع احترام أولي السبق داك أمر ليس فيه جدال

5- سنة الله

سفه سيد قطب رحمه الله تلك العقليات التي تعتقد أن هدا الدين يحقق مراميه و بغيته بالمعجزات كلا.. إن عظمة هدا الدين تكمن في وصوله إلى تحقيق العبودية لله بالناموس والقانون الذي وضعه الله لمسار الحياة في هده الأرض..لن ينفع المؤمنين إيمانهم في تحقيق مراميهم وسيهزمون حتما إن لم يحترموا قاموس الكون الذي وضعه الله , وبعد دلك يأتي المدد وقد تأتي الكرامات..لم يشفع للمؤمنين تواجد أعظم خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم حينما انهزموا في أحد لما أخلوا بمظهر ما من مظاهر الناموس الالاهي ، بهدا الناموس فسر صلى الله عليه وسلم كسوف الشمس لا بالخرافة حين مات إبراهيم ابنه..

سنة الله تلك في الكون.. وسنته في سلوك الناس والعمران.. هو وعي ترسخ حتى في أدبيات أهل'' العدل والإحسان'' يقول السيد عبد السلام ياسين :

وبقدر ما تكون صلة جند الله بكلمة الله وسنة الله أقوى تتضاءل في أعيننا العقبات والتحديات ويكتسب الحاضر المعقد الثقيل الوطأة على الأمة اعتراء فريدا للمجاهد الذي يجعل غاية أمانيه إحدى الحسنين

مقدمات لمستقبل الاسلام ص24

وانظر إلى قوله في الكتاب الرائع الذي مر على الأحبة مرور الكرام.. ولم يوطدوا دعائم تدبرهم فيه عقب هزة 2006

''سنة الله أن ينصر رسله والدين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة أن آمنوا وعملوا الصالحات لا إن أخلوا بالشرط الجهادي حالمين بالمدد الالاهي الخارق للعادة..''


ayman
مشرف
مشرف

المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 29/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى